موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 13 صفر 1444هـ الموافق له 9 ايلول 2022م: الأرباب!
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 13 صفر 1444هـ الموافق له 9 ايلول 2022م
الأرباب!
وردت كلمة (أرباب) في القرآن الكريم في سورة آل عمران (64) (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، وسورة التوبة (31) ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، وكلاهما في سياق الحديث عن الحوار مع اهل الكتاب، ويفهم من التفسير ان الاحبار والرهبان شرّعوا لليهود والنصارى وأفتوا بتحليل الحرام وتحريم الحلال، فاصبحوا كالآلهة بالنسبة اليهم، وهذه ادانة واضحة في القرآن الكريم لما حصل من تبديل في دين النصارى واليهود من قبل الاحبار والرهبان.
وعندما تتحدث الآية في سورة آل عمران عن كلمة سواء تشترط الغاء الربوبية بيننا ,بينهم اي السيادة والاستعباد، بمعنى آخر ان الاستكبار والاستعمار هو الربوبية التي تتناقض مع كلمة (سواء) التي هي شرط من شروط التوافق مع اهل الكتاب.
ان ما يحصل في عالمنا المعاصر لا يمكن ان يكون تحت (كلمة سواء) مع الغرب الذي دأب منذ قرون على نهب بلادنا والسيطرة على مصادر الطاقة ونهب الآثار وكل ما له قيمة من بلادنا، ولا تزال الذهنية الاستعمارية هي المسيطرة على السياسة الغربية في بلادنا منذ الحروب الصليبية الى الآن.
وعندما لا يستطيع المستعمر أن ينهب الثروات والآثار فانه يدمرها، كما فعل نابليون بتمثال ابو الهول حين قصف انفه بالمدفع ليشوهه، لانه لا يستطيع نقله الى فرنسا.
عندما جاء الجنرال اللنبي الى القدس عام 1917 بعد سقوط الدولة العثمانية قال: الآن انتهت الحرب الصليبية، واما الجنرال غورو فعندما استولى على دمشق عام 1920 ذهب مباشرة الى قبر صلاح الدين وركل القبر وقال: ها قد عدنا يا صلاح الدين قم وأخرجنا.. ثم استعمل جورج بوش الابن نفس الكلمة ووصف الحرب على العراق بكلمة crusades وهي اللفظة المستعملة لوصف الحروب الصليبية.
اليوم الاميركي دمر سوريا والعراق وليبيا ومص دماء اللبنانيين ونهب بترول الخليج وحاصر ايران… ثم يتحدث بعد ذلك عن نشر الديمقراطية وحقوق الانسان في بلادنا، وان نضع انفسنا على طريق التقدم الا بقطع اليد الاميركية عن بلادنا ، ولم يكتشف هذه الحقيقة ولم يستطع ممارسة السياسة الصحيحة في هذا الامر الا الامام الخميني، وسارت ايران منذ اربعة عقود في هذا الاتجاه.
لقد توهمت الجهات الاسلامية والوطنية المتعددة انها يمكن ان تتفق مع الاميركي، على حلول وسط، هذا ما حصل في مصر، في حكم مرسي والتجربة الفاشلة التي حصلت عام 2013، كما حصل مع حركات اسلامية مزعومة شاركت مع الاميركيين والصهاينة في الحرب على سوريا، معتبرين انهم يمكن ان يقيموا حكماً اسلامياً أو وطنياً بالتعاون مع الاميركي.
ان التعامل مع السياسة الاميركية لا يمكن الا ان تكون بالمواجهة كما فعلت المقاومة … في لبنان… ان التهديد الذي وجهته المقاومة لاسرائيل ومن خلفها اميركا وضع الامور في نصابها حتى الآن، ولن نفرط في التفاؤل، ولكن الامور تجري في الاتجاه الصحيح ان شاء الله.
وانه لمن المعيب ان يدين مجلس الجامعة العربية تدخل ايران في الشؤون العربية كما يقول، ولا يستطيع ان يتكلم بكلمة واحدة عن التدخل الاميركي والاحتلال في سوريا وشمالها ونهب البترول وسائر الجرائم الاميركية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ما خلونا)
اصبحت كلمة (ما خلونا) مفردة سياسية تستعمل في الحوار السياسي اليومي، وذكرها الرئيس بري في احتفال اخفاء الامام الصدر، وينبغي هنا ان نؤكد ان حوالي عشرين او ثلاثين في المائة من هذه الكلمة او الشعار صحيح، ليس اكثر فثمة جهات خارجية متعددة يهمها ان يفشل “حليف” المقاومة، وعلى رأسها اميركا، ولكن السبعين بالمائة يتحملها الرئيس وفريقه حيث خالفوا الدستور في امور كثيرة، وعلى رأسها التعيينات، وخاصة (مجلس الخدمة المدنية)، ويتحدثون الآن عن عدم شرعية الحكومة الحالية بملء الفراغ الدستوري، في حال حصل، وهذا ما يخالف كل الاجتهادات القانونية الاخرى، ان مثل هذه العقلية الضيقة المفعمة بالعقد الطائفية والحزبية والاستعلاء الفئوي لا تحتاج الى مؤامرة ولا تحتاج الى جهة تمنعها من الانجاز، هي نفسها تآمر على الذات وعلى العهد وعلى لبنان وعلى كل انجاز ممكن.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 9-9-2022: https://youtu.be/Ws-D5vmzWLo