موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 13 شوال 1446هـ الموافق له 11 نيسان 2025م : الجهاد ماض الى يوم القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 13 شوال 1446هـ الموافق له 11 نيسان 2025م
الجهاد ماض الى يوم القيامة
لن تستطيع دار الافتاء المصرية ولا بعض من يدعي الانتساب الى الفقه السلفي، ولا انصاف المتعلمين ولا عملاء الاجهزة مهما حملوا من ألقاب، ومهما احتلوا من مناصب ان يغيروا حقائق الشريعة، وأن “ينتجوا” اسلاماً يناسب مخططات الصهاينة والاميركان لتثبيت الكيان الصهيوني وتأكيد سيطرته على مقاليد امتنا.
فلقد قال رسول الله صلى الله علايه وسلم: الجهاد ماض الى يوم القيامة لا يعطله جور جائر ولا عدل عادل (حديث ورد بألفاظ متعددة، اتفق العلماء على ان معناه صحيح)، ان ما يفعله ابطال المقاومة في فلسطين من حركة حماس والجهاد وشهداء الاقصى وكتائب ابو علي مصطفى والمقاومة الشعبية وسائر من حمل السلاح او حرض على مظاهرة او موقف في وجه الاحتلال، وما يفعله هؤلاء جميعا وكذلك الجنود المجهولون هو الجهاد الذي فرضه تعالى على المسلمين، وهو ذروة سنام الاسلام، ولن يستطيع أحد ان يغيّر هذه الحقيقة.
لقد هالنا في الايام الماضية بروز رأي لا يستند الى اي دليل شرعي، خرج من دار الافتاء المصرية، وتبناه بعض من لا يعقل شيئا من الشريعة الاسلامية، وقد وجهوا كلامهم الى ابطال فلسطين الذين يجاهدون بالنيابة عن الامة كلها، زاعمين ان الجهاد يحتاج الى اذن ولي الامر، كما زعم آخرون اننا ملتزمون بعهود ومواثيق يجب احترامها، وعنوا بذلك كامب ديفيد واوسلو ووادي العرب واتفاقات التطبيع، وبالتالي يجب الالتزام ببنود هذه الاتفاقات، نقول لهؤلاء وهم يتجاهلون حقائق الشريعة وعلى رأسها ان الجهاد ينقسم الى قسمين: جهاد الطلب وجهاد الدفع اي الدفاع، اما جهاد الطلب فليس موجودا الآن ولا يمارسه احد ولا تتوفر شروطه، وهو الجهاد لاسقاط الطواغيت والانظمة التي تمنع انتشار الاسلام … الخ، وهو الذي يحتاج الى امام، اي ولي امر او خليفة او غير ذلك.
اما عندما يفرض عليّ ان ادافع عن بيتي ومالي وعرضي فقد ثبت ايضاً في الحديث الشريف: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون ارضه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد (متفق عليه).
جهاد الدفع (الدفاع) لا يحتاج الى اذن من احد، ووضح ذلك تعالى في سورة آل عمران (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167))، وقصة ابي جندل وابي بصير، بعد صلح الحديبية درس للجميع، فلقد قام هذان البطلان بعمل جهادي بطولي استوجب تدخل المشركين لدى رسول الله ليلغي البند الذي ورد في “صلح الحديبية”، والذي يقضي بأن يرد المسلمون من جاءهم مسلماً من مكة، فيما لا يلتزم المشركون بمثل هذا، ان اتاهم مسلم ارتد عن دينه وذهب الى مكة.
لقد قام هذان البطلان ومن معهما دون اذن من أحد، حتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ولي الامر الذي وكله الله تعالى بوحي من السماء، لقد كان اجتهاداً محضاً ادى الى انتصار جزئي، ادى في النهاية الى فتح مكة.
ان جهاد أهلنا في فلسطين هو جهاد دفع (دفاع)، لا يحتاج الى اذن أحد، فليعلم الجميع ذلك، وليكف المرجفون عن اراجيفهم.
اننا نتألم ان تكون اكثر مراكز الافتاء في العالم الاسلامي خاضعة لاجهزة المخابرات، وتنفذ سياسة الانظمة الخاضعة للنظام العالمي الاميركي، ومن المؤسف ان كثيراً ممن يتولوْن هذه المناصب مستعدون ان يبيعوا دينهم وعماماتهم من اجل ارضاء “اوليا” امورهم.
كما انه من المؤسف أن يكون “الخلاف” بين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وبين دار الافتناء المصرية، قد جاء على خلفية الخلاف بين السعودية وقطر، وليس على اساس الاختلاف الفقهي والعلمي.
الجهاد سيبقى، ولم تستطع المؤامرات خلال التاريخ ان توقف حركة الجهاد، حتى عندما كان المسلمون في ظلمات التخلف والانقسام.
كما ان على الجميع ان يعلم ان اوضاعنا اليوم تحتاج الى اجتهادات جديدة، فلم تكن اوضاعنا في يوم من الايام بهذا السوء، لا نملك شيئاً من امورنا، ونحتاج الى ان نشتري السلاح من الاعداء، كما علينا ان نشتري كل حاجاتنا ممن يخططون للقضاء علينا.
فعلى سبيل المثال، في الفقه يقسمون البلاد الى دار اسلام ودار كفر، اين دار الاسلام اليوم؟ وكيف تطبق هذه التقسيمات اليوم؟.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 11-4-2025:
https://www.facebook.com/shekh.maherhammoud/videos/1149585433573884