موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 8 جمادى الاولى 1444هـ الموافق له 2 كانون الاول 2022م : ضلال البشرية
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 8 جمادى الاولى 1444هـ الموافق له 2 كانون الاول 2022م
ضلال البشرية
البشرية تحتاج الى المسلمين، الى الدعوة الاسلامية، لان الظلم الذي يمارسه الناس بعضهم على بعض اصبح كثيرا، ووفق ما ينتشر من ظلم وتعسف في العالم نفهم قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)(الاعراف).
وهؤلاء وفق المثل القرآني حق عليهم العذاب بعدما اعطاهم الله فرصاً كثيرة ومنّ عليهم بكثير من اسباب الهداية، ولكنهم فضلوا الكفر والانحراف على الدين والاستقامة، ولقد كان مثل بني اسرائيل هو الاوضح ، اذ منّ الله عليهم بكثير من المعجزات من شق البحر الى الغمام وتفجير الينابيع والمن والسلوى …الخ، ولما غاب عنهم موسى عليه السلام 40 يوماً عبدوا العجل.
هذا هو المثل الابرز للبشرية اليوم، فرغم كل النعم الالهية عليهم، ورغم ان العلم كشف الكثير مما يفترض ان يدفع الناس الى الايمان ، ولكن البشرية تسير بطريق الظلم والاستبداد ، والمثل الابرز هو السياسة الاميركية التي تظلم حلفاءها قبل اعدائها واخصامها، الآن بعد ان ورطت اميركا اوروبا في الحرب ضد اوكرانيا، فهي تبيعهم الغاز بسعر يفوق سعر الغاز الروسي بأربعة اضعاف، وتدعم بذلك اقتصادها، وكانت قبل فترة قصيرة قد ابطلت صفقة الغواصات بين فرنسا واوستراليا ، كما انها تفرض قوانين لحماية انتاجها في مواجهة الاقتصاد الصيني، اجراءات تضر بالاقتصاد الاوروبي ايضا وسائر “حلفاء” اميركا.
وفوق كل ذلك تزعم انها تنشر الديمقراطية في العالم فيما كل الانظمة التي تعتمد عليها انظمة فاشية ظالمة منذ الستينات الى الآن: من فورموزا وكوريا الجنوبية ونظام فرانكو في اسبانيا وحكم الجنرالات في اليونان وتركيا، فضلا عن الانظمة الخليجية ، ويستمر ذلك اليوم بانشائها ودعمها لداعش والنصرة وامثالهما، فضلاً عن النهب المنظم في شمال سوريا وفي العراق وحيثما حلت قوة اميريكية … الخ.
لا بد للبشرية ان تعي خطر الاستكبار الاميركي، والمؤسف ان الدعوة الاسلامية كما فرضها الله ليست موجود بالشكل الذي ينبغي، وتنفرد ايران بهذا الموقف التاريخي المعادي للاستكبار الاميركي، ولكنها لن نستطيع ان تكون بديلا عن سائر الامة الاسلامية بسبب الاختلاف المذهبي من جهة وبسبب حملة التشويه العالمية الظالمة التي تتعرض لها، ويشارك في ذلك الانظمة التي تنتسب بالاسم لا بالفعل الى الاسلام والعروبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي لبنان الظلم والانانية والكبرياء والكذب هو الذي يحكم انتخاب الرئيس، وفوق ذلك من يعطل انتخاب الرئيس نفسه يرفض اجتماع الحكومة، وكأنه يريد للبلد ان يدخل في الشلل الكامل وفق انانيته المفرطة، وفوق ذلك يزعم انه حليف للمقاومة في استراتيجيتها البعيدة (…).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من دون تخطيط او ارادة من المنظمين، على الارجح، تحول موسم كأس العالم في قطر الى مناسبة وطنية، يرتفع فيها اسم فلسطين في المدرجات وبين الجمهور، ويعبر فيها الجميع عن رفضهم للتطبيع، وتتوقف فيها المباريات خلال رفع الاذان، ويمنع فيها المثليون الشواذ من رفع شعاراتهم، وتمنع الخمور والثياب المتهتكة في اماكن اجتماع العامة … الخ، نعم، بعض هذه الامور كانت بقرار من دولة قطر، لكن بشكل عام، الجمهور هو الذي صنع هذا الموقف، الحمدلله ان الامة لم تسر في طريق الباطل رغم ما انفق من اموال ضخمة لتنحرف الامة عن المسار الطبيعي، ويأتي كل ذلك خلال تصاعد العمليات البطولية المميزة في الضفة الغربية، ويعترف العدو بإعلامه انه فشل في التطبيع وفشل في الامن في وقت واحد، والحمدلله رب العالمين.