موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 19 ذو الحجة 1444هـ الموافق له 7 تموز 2023م : جنين، عنوان مرحلة

   بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 19 ذو الحجة 1444هـ الموافق له 7 تموز 2023م

جنين: عنوان مرحلة

لقد رسمت بطولة شباب جنين، وصمود اهلها، صورة مبدئية للمستقبل القريب، وعناوين بارزة للمستقبل الابعد، ويمكننا ان نلخص ذلك بنقاط:

اولاً: ان وجود فئة تقاتل وتنتصر ولا تخضع لسلطة الاميركي والارهاب الصهيوني في لبنان وفلسطين وفي كل مكان، هذه الفئة الظاهرة بالحق ترفع الغضب عن امة محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فان الخير الذي يأتي من انتصار جنين وامثالها يعم الامة ولا ينحصر في منطقة واحدة.

ثانياً: لقد تأكد للصهيوني انه لا ينال اهدافه من حروبه، التي شنها سابقا، ويشنها الآن، مصداقا لقوله تعالى: (… كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ …) (المائدة – 64)، فهؤلاء الذين يقاتلون في جنين اليوم هم ابناء المرحلة التي دمرت فيها اسرائيل جنين لاول مرة عام 2002، بهدف انهاء المقاومة وانهاء رمزية جنين، فها هم الذين ولدوا في تلك المرحلة هم الذين يقاتلون الآن، تماما كما ارادوا من عدوان 1967 الحصول على السلام فكانت النتيجة (لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات)، وارادوا من اجتياح 1982 انهاء المقاومة فبرزت المقاومة الاسلامية التي كانت اكثر قوة واشد مراسا واكثر استمرارية، كما ارادوا من الحروب الاخيرة انهاء رمزية الضفة الغربية، فاذا بها الان اقوى، وكذلك سائر الحروب.

ثالثاً: تأكد للصهيوني من جديد، وبعد سيف القدس، ووحدة الساحات وثأر الاحرار، واخيرا وليس آخراً، بأس جنين، انه لن يستطيع ان يكسر معادلة الردع التي ارستها المقاومة، وتأكد من جديد انه في موقع الدفاع اكثر مما هو في موقع الهجوم، وان المقاومة تراكم قوتها بهدوء وثبات ووضوح رؤية.

رابعاً: لقد اصبح السؤال الوجودي بالنسبة للصهاينة اكثر الحاحاً، فان كان بعض القادة الصهاينة وكثير من المثقفين يطرحون من وقت الى آخر سؤالاً ملحاً: الى اين هذا الكيان وما هو المستقبل؟ فقد اصبحوا الآن يتحدثون عن حتمية الزوال بشكل دوري بل يومي.

خامساً: ان الخريطة السياسية للامة تتشكل من جديد، فبعد ان كان التطبيع يقرع ابواب الانظمة العربية ويدعوها جميعاً الى الانخراط في هذا المشروع الصهيو – اميركي، اصبح التطبيع ابعد بكثير مما كان متوقعاً، بل قد يتم “استعمال” هذا التطبيع لدعم صمود اهلنا في فلسطين، اننا نرى اليوم على سبيل المثال ان الامارات ستقوم باعادة اعمار مخيم جنين، كما اعادت اعماره في 2002، ولكن اعادة الاعمار اليوم لها معنى سياسي مختلف تماماً عما كان عليه في المرة السابقة، يعني ان اعادة اعمار جنين اليوم هو (استغلالٌ) للتطبيع لمصلحة فلسطين وليس العكس.

سادساً: لقد تأخر كثيراً قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الامني “المجرم” الذي يساهم بشكل حقيقي في محاصرة المقاومة واصطياد ابطالها، ولكن القرار اتخذ بعد كل هذه المعاناة… وبالتأكيد ، ان  يأتي متأخراً افضل من ألا يأتي.

وهنا نورد ملاحظة ينبغي ان تذكر، وهي ان الذين رفضوا مشاركة مسؤولي السلطة خلال التشييع ، هم ابناء فتح، ابناء مخيم جنين، وليسوا عناصر من الجهاد وحماس، مما يشير ان قاعدة حركة فتح منخرطة في المقاومة بشكل كامل وليسوا موافقين على موقف السلطة وادائها السياسي.

سابعاً: وبناءً عليه لقد آن اوان اعلان نهاية اتفاق اوسلو رسمياً، واتخاذ قرار استراتيجي باعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وفق القوة الحقيقية التي يتشكل منها الشعب الفلسطيني، وبالتالي ان الدعوة الخجولة لاجتماع الامناء العامين جاءت متأخرة كثيراً واقل مما تستوجبه الانتصارات الاخيرة، وبالتالي لا بد من خطوات اكثر وضوحاً وحزماً.

ثامناً: ان الصهيوني سيزداد ارباكا فيما يعني لبنان، لقد اثار ضجيجاً كبيراً بموضوع (الخيمتين) اللتين انشأهما حزب الله على ارض لبنانية خالصة، مما يدل انه يعيش حالة الرعب الحقيقي من المقاومة وما تحضره، كما انه يريد افتعال مشكلة يعجز ان يحولها الى حرب، وبالتالي احتل القسم الشمالي من الغجر من اجل الضغط على حزب الله، ولن تنتهي هذه المعركة (الصغرى) الا لمصلحة المقاومة باذن الله.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 7-7-2023: https://youtu.be/LlqgE4vXnZY

مقالات ذات صلة