موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 21 ربيع الاول 1445هـ الموافق له 6 تشرين الاول 2023م: واستقم كما أمرت

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 21 ربيع الاول 1445هـ الموافق له 6 تشرين الاول 2023م

واستقم كما أمرت

‏‏‏ (فَلِذَٰلِكَ فَٱدْعُ ۖ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ ۖ وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٍۢ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَآ أَعْمَٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَٰلُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ) صدق الله العظيم (الشورى – 15)، نحن أمرنا كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الحق والاستقامة والعدل بين الناس، ثم أننا لسنا مسؤولين عمن يستجيب ومن لا يستجيب، أهلا وسهلا بمن يستجيب، أخ كريم، ومن لا يستجيب فلن نحزن عليه لأنه لا يستحق الهداية، هكذا نستدل من الأدلة الشرعية على هذا الأمر ونستعيد هذه الآية الكريمة وما تحتوي من أوامر وتوجيهات عندما نرى اناسا لا يستجيبون لدعوة الحق رغم وضوحها:

‏1- نقول هذا للذين فتحوا المعارك في مخيم عين الحلوة بغير حق ونهبوا  البيوت وسرقوها ثم أحرقوها، نقول هذا في وجههم سواء اعترفوا بما ارتكبت ايديهم ، ام انكروا واستكبروا على الحق: خطايا يجب ان يوضع لها حد.

2- كما نقول لهؤلاء التكفيريين الذين اعتدوا على طلاب المدرسة العسكرية في حمص، يزعمون الإسلام ويمارسون الكفر، عادوا إلى الظهور من جديد، ولقد انبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخوارج ‏سيتجدد ظهورهم حتى قيام الساعة، تحدثنا مطولا عنهم في الأعوام 2011 حتى 2014 وظننا أن الأمر قد انتهى، ولكن الظاهرة عادت كما أنبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان كانت بحجم محدود، ولكن اللافت والعجيب والغريب كيف يمكن أن يتم تجنيد هؤلاء؟ ‏كيف يمكن إقناعهم بأن قتل طلاب المدرسة العسكرية تقرّب إلى الله، وجهاد في سبيل الله، ولو كانت القدرة على تجنيدهم ممكنة وسهلة إلى حد ما قبل العام 2011، فكيف تصبح الآن؟ وقد انكشفت الأمور؟ وعلم الجميع أن هؤلاء جندهم ومولهم وخطط لهم الأمريكي؟ ألم يسمعوا بقانون قيصر والحصار على سوريا؟ هل يشك عاقل في أن أميركا ومن خلفها الصهيونية تضع كل ثقلها في وجه سوريا، لأنها دعمت المقاومة بكل ما تستطيع وعرقلت مشروع الاستسلام الصهيوني؟ هل يمكن أن يصدق احدٌ مثلا أن اميركا تواجه سوريا من أجل حقوق الإنسان؟ ومن أجل الديمقراطية؟.

‏3- نتلو نفس الآية الكريمة في وجه الذين عرقاوا ويعرقلون انتخاب رئيس الجمهورية لأسباب لا تتعلق بالوطنية والمصلحة العامة: للأول نقول:

أرضى ويغضبُ قاتلي فتعجّبوا

 يرضى القتيلُ وليس يرضى القاتلُ

‏القاتل السفاح يرفض أن يصبح المعتدى عليه وعلى أهله رئيسا!… لأي سبب؟ ليس هنالك إلا الأنانية والاستكبار والفجور، وأما الثاني، فنقول له مرة أخرى، لست مركز العالم، ولا يدور العالم حولك، ولن يكون لبنان خاضعا لأحلامك الصبيانية.

‏4- وأيضا في نفس السياق وزير التربية الفرنسي (غبريال اتال) الذي منع العباءة الإسلامية في المدارس يبلغ من العمر 23 سنة، لا بأس، ولكن هذا الذي يريد أن يعلمنا الصحيح من الخطأ شاذ متزوج من رجل، فعجباً لعجائب الدهر.

5- والصهاينة ال‏متطرفون يحتفلون بعيد العُرش أو المظلة، بتذكرون سعف النخيل التي كان أجدادهم يحتمون بها من حر الشمس في سيناء خلال التيه، التيه كان عقوبة لهم لأنهم رفضوا الانصياع إلى أوامر نبيهم موسى عليه السلام، فهل تتحول العقوبة إلى عيد؟.

6- وزير الداخلية اللبناني “كبّر حجره” كما يقولون: “الفرمان” الذي أصدره بحق النازحين السوريين يحتاج إلى دولة قوية لتنفيذه، يحتاج إلى جيش وأجهزة وعناصر أمنية ومحققين، هل تستطيع الدولة اللبنانية أن تؤمن كل ذلك؟ إن النتيجة السريعة للاسلوب الذي تناول به الموضوع هو إثارة المشاكل والإضطرابات كما حصل في الدورة مؤخراً، أسلوب التحريض لا ينتج عنه إلا المشاكل ،ويجب التمييز بين اليد العاملة التي لا يستغنى عنها لبنان ورؤوس الأموال المفيدة والمشاريع الناجحة، وبين طفرات النزوح المنظمة التي يخشى أن يكون فيها من هم تابعون لمنظمات متطرفة وتكفيرية وغير ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏وأم سماحته المصلين بعد صلاة الجمعة مؤدياً صلاة الغائب عن روح الشيخ تاج الدين الهلالي – المصري، الذي توفي مؤخراً، وكان عضو هيئة الرئاسة في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة.

رابط فيديو: الشيخ ماهر حمود: خطبة الجمعة: 6-10-2023:

https://youtu.be/lFj1jeLaAiY

مقالات ذات صلة