موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 10 جمادى الاولى 1445هـ الموافق له 24 تشرين الثاني 2023م: هل تستمر الهدنة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 10 جمادى الاولى 1445هـ الموافق له 24 تشرين الثاني 2023م
هل تستمر الهدنة؟
السؤال الملحّ، هل تستمر هذه الهدنة؟ ونقول سواء استمرت ام لم تستمر، ففي الميزان العسكري، ان الذي حصل انتصار حقيقي للمقاومة وهزيمة للعدوان الصهيوني بكل الابعاد:
اولا: مجرد ان يتم التفاوض مع حماس لاجراء التبادل، فهو تراجع عن الهدف الكبير الذي اعلن فيه نتنياهو، وهو القضاء على حماس وبنيتها العسكرية، عملياً هو يقول، انا تراجعت عن هذا الهدف الخيالي.
ثانياً: لا يُقاس النصر بعدد الضحايا، بل بالاهداف العسكرية: لم يتحقق اي هدف عسكري على الاطلاق، ولقد اجمع المراقبون بأن اصرار الصهيوني على قتل المدنيين وتهجير الآمنين، واستهداف المستشفيات ومدارس الايواء، وسيارات الاسعاف والطرقات، والاماكن التي زعم انها آمنة، كل ذلك يدل على فشل عسكري كبير، يتم التعويض عنه بهذا الحقد وهذه العدوانية التي فاقت الحدود.
ثالثا: طالما ان الدول “المجرمة” الداعمة للصهاينة تحاول ان تسن قوانين تجرّم من لا يؤمن بحق اسرائيل بالوجود ومن يناصر فلسطين وقضيتها، كما يحصل اليوم في المانيا وفرنسا، طالما يحصل ذلك، فمعنى ذلك انهم هزموا عسكرياً، يحاولون ان يعوضوا عن ذلك بهذه القوانين الجائرة.
رابعاً: لقد اتسعت الهوة بين الرأي العالمي في اميركا واوروبا والجهات الحاكمة، يدل على ان هذه الدول فشلت في سياساتها، وان الجمهور الغربي بدأ يأخذ طريقه الى فهم هذه القضية وما فيها من ظلامة، رغم انحراف الحكومات والمسؤولين .
خامساً: لقد برز الصبر والمصابرة واليقين والتسليم بقضاء الله، واضحاً جلياً في ردات فعل المنكوبين بفقد عائلاتهم او بيوتهم او المهجرين… الخ، كلمة واحدة تقال بصوت مرتفع: حسبي الله ونعم الوكيل، والحمدلله رب العالمين، هذا يدل على الصبر والايمان، والاهم اننا لم نسمع تذمراً من احد ابداً: لم نسمع احداً يقول: يا ليت طوفان الاقصى لم تحصل، بل الجميع يحمّل مسؤولية الدمار والمجازر للعدو الصهيوني ومن سانده، لا يزال وسيبقى هذا الشعب الجبار الصامد ملتحماً ومنخرطاً بهذه المقاومة بكل ابعادها.
سادساً: من الواضح ان المقاومة مستعدة لاستئناف المعركة بكل ثبات وجرأة وبحزم وتصميم، فيما الاصوات تتعالى داخل الكيان الصهيوني بوقف الحرب والتبادل للافراج عن الاسرى لدى حماس والجهات الاخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دولة داوود وسليمان:
يجب ان نفهم حقيقة هذه الدولة الربانية، ودورها في اللعنة التي نزلت ببني اسرائيل، التي لم يحصل مثلها في التاريخ: دولة يحكمها نبي ملك مؤيٌد بالوحي والتسديد الالهي: في القرآن الكريم قصص كثيرة تؤكد على الرعاية الربانية لهذه الدولة المميزة ، واهمها قصة داوود مع الخصمين.
حيث علّم الله داوود عليه السلام ، ان العدل في الحكم يكون بالاستماع الى الخصمين وليس لجهة واحدة، القصة مذكورة في سورة (ص) تؤكد على العدالة (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26))، فيما يزعم اليهود ان المقصود بالقصة ان دواوود عليه السلام اشتهى زوجة قائد جيشه اوريا وارسله في مهمة انتحارية، اي قتله ليتزوج امرأته رغم ان عنده تسعاً وتسعين زوجة، وهذا كفر ترفضه العقيدة الاسلامية ، ونبرأ الى الله منه، ونؤكد على الرعاية الربانية لداوود عليه السلام.
والقصة الثانية هي ان داوود عليه السلام حكم بين فريقين متنازعين، حيث اكلت غنم قوم، زرع قوم آخرين، فكان حكم سليمان ابن الثلاثة عشر عاماً اكثر عدلاً من حكم والده، ليطمئن الله داوود ان ولدك سيتم المهمة من بعدك بكل وعي واتقان.
هذا عدا عن صناعة الدروع والتماثيل واواني الطعام الضخمة، وتسبيح الجبال والطير، وتسخير الريح، ومعرفة لغة الحيوان … الخ.
ثم بعد ذلك وبعد وفاة سليمان يُظهر اليهود الكفر والعدوان فكانت نهاية هذه الدولة الربانية العئيمة وتحولت النعمة الى لعنة وتهجير الى يوم القيامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستقلال:
الاستقلال الحقيقي الذي يكتب بالدم، بدماء المجاهدين الأبطال، أمثال (عباس محمد رعد) ومن معه، وأمثال الصحافيين، فرح عمر و ربيع المعماري وحسين عقيل.
هؤلاء الأبطال يكتبون بدمهم استقلالا حقيقيا ليس كاستقلال 1943 الذي كان نكاية من البريطانيين بالفرنسيين، و”هدية” من الجنرال سبيرز (البريطاني) بالفرنسي كاترو.
نحن نصوره بطولة، ولا بأس بذلك نسبيا، ولكن ينبغي أن نتحدث عن حقيقة الأمور والا نبقى أسرى الروايات البوليسية الوهمية التي يصوغها بعض السخفاء والوصوليين، نريد استقلال حقيقيا وسيادة حقيقية، لا كالتي يتحدث عنها اصحاب الشعارات الكاذبة.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 24-11-2023: https://youtu.be/AvY9Xvs43rE