موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 21 رجب 1445هـ الموافق له 2 شباط 2024م: انكشاف صورة المجتمع العالمي – غزوة خيبر

           بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 21 رجب 1445هـ الموافق له 2 شباط 2024م

انكشاف صورة المجتمع العالمي

‏لعل من اهم نتائج عملية طوفان الاقصى، انها كشفت الصورة الحقيقية للمجتمع الدولي، كما وصف تعالى الانسان ، (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) (عبس – 17)، (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ) (العصر)، (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (الانفطار – 6)،  وآيات كثيرة في هذا الصدد، ان الانسان، من دون الايمان والارتباط بشريعة الله، أناني ، متكبر، ظالم، كافر… الخ، وبنو اسرائيل هم النموذج الابشع للبشرية، لقد لفظتهم اوروبا، وتحدث عن نموذج منهم الاديب الاشهر وليم شكسبير، عن يهودي اسمه (شايلوك) أراد ان يسترد مال الربا من لحم المقترض، فكان المثل الاقبح للدناءة البشرية.

لقد ظهر في هذا الاسبوع وما قبله، ما يدل على انحدار في المستوى البشري فمثلاً: استنكار العالم كله لقتل ثلاثة من الجنود الاميركيين، المحتلين، ويسكت بل يبارك مقتل ثلاثين ألفاً واكثر من المدنيين الآمنين، يتحدث عن ضرورة اطلاق سراح “الرهائن” الاسرائيليين، ويسكت عن آلاف المعتقلين في سجون اسرائيل بغير حق، يتحدث ويستنكر خطأ ما يقع من هنا او هنالك، ويسكت عن اعدام شباب مكبلين يقتلون بغير محاكمة ولو صورية… الخ.

واكتملت الصورة بذلك الموقف المخزي الذي شاركت به اكثر الدول الاوروبية: من اجل اثني عشر موظفاً في وكالة الغوث للاجئين (الاونروا)، من أصل حوالي 43 الفاً، زعموا أنهم شاركوا في عملية 7 تشرين (طوفان الاقصى)، شُنّت حملة عالمية لوقف تمويل الاونروا، هي حملة ستبوء بالفشل ان شاء الله، ولكنها كشفت الوجه الحقيقي للمجتمع البشري وللاوروبي خاصة.

‏إن المجتمع البشري ينظر إلينا وكأننا صنف أدنى من البشر، ويعتبر عمليا أن شرعة حقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة وكل القوانين الدولية هي “للجنس الأبيض”، للأوروبي والأمريكي ومن معهم، وليس لشعوب العالم الثالث، كما يسموننا، ليس لهم حق في أن يحصلوا على هذه العدالة وهذا الإنصاف “النظري” الذي يتحدثون عنه وكأنه أمر واقع.

ويريد هذا العالم المتخلف ان يُسكتنا بشيء من الاستنكار لأعمال المستوطنين، على لسان الرئيس (بايدن)، او بزعم وزير الخارجية البريطاني ان بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية، من ضمن حل الدولتين، وكأن هذا المشروع قابل للتحقيق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غزوة خيبر:

‏يفترض أن تنجح المساعي الدولية والعربية الهادفة إلى وقف إطلاق نار دائم، واجراء عملية تبادل مجزية، ونكون بهذا، استباقاً للحدث، قد انتصرنا على عدونا، لقد انتصرت المقاومة، وان “إسرائيل” لم تحقق أياً من أهدافها المعلنة، ولا تزال المقاومة تطلق الصواريخ وتنفذ العمليات الدقيقة، وان هذا الحجم من الدمار غير المسبوق، وهذا العدد الهائل من الشهداء المدنيين، وعلى رغم الألم الشديد الذي نعانيه من جراء ذلك، لا يعتبر بالميزان العسكري دليلاً على الهزيمة، وإلا لكانت أوروبا والحلفاء قد هزمت أمام دول المحور، ولكنها اعتبرت منتصرة رغم الويلات التي عانتها.

‏سواء توقف العدوان أم لا، فإن معركتنا مع الصهيونية مستمرة حتى زوال هذا الكيان المصطنع، وفق عقيدتنا الإسلامية الواضحة التي تؤكد أن غضب الله قد نزل على بني إسرائيل، ويسلط عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب.

(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الاعراف – 167).

‏ولن يحصل هذا الزوال إلا بأن يرتفع المسلمون إلى مستوى هذه المعركة التاريخية العقدية التي ستصحح مجرى التاريخ، بحيث زُورت الحقائق و انحرفت البشرية عن صراط الله المستقيم.

‏إن معركة خيبر أصبحت رمزاً لهذه القدّرية، فنحن نرفع شعار خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود، وهم يتحدثون عن حتمية استرداد أرضهم هنالك، وبالعودة إلى هذه الغزوة، فقد كانت قطعاً لدابر الفتنة، بحيث كانت خيبر مركز المؤامرات على الإسلام والمسلمين، كما كان أهل خيبر يتباهون بحصونهم المنيعة وثروتهم الواسعة، وما كانوا يتوقعون أن المسلمين يستطيعون هزيمتهم، ولكن هذا حصل، وأصبحت غزوة خيبر رمزا للقضاء على راس الفتنة، انتصر المسلمون على يهود خيبر ونالوا من خيراتها وغنائمها وكسروا شوكة الفتنة وأسسوا لمرحلة جديدة من التاريخ، رغم الألم والدمار.

مسيرتنا مستمرة ومسيرة خيبر بدأت بإذن الله تعالى…

الشيخ ماهر حمود: رابط فيديو: خطبة الجمعة: 2-2-2024: https://youtu.be/h7ymhR73mes

مقالات ذات صلة