موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ الموافق له 10 ايار 2024م: ذكريات شهر ايار

    بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ الموافق له 10 ايار 2024م

ذكريات شهر ايار

‏كثيرة هي الذكريات في هذا الشهر، وكلها مرتبطة بفلسطين، وبالعدو الصهيوني، ومفاعيل الاحتلال، واهمها ذكرى النكبة عام 1948، التي غيرت خريطة العالم العربي، ووضعت العالم الاسلامي كله والعربي خاصة أمام معضلة متعددة الابعاد والاشكال، وكان هذا الاحتلال البغيض امتحاناً عسيراً للامة كلها، سقطت اقنعة كانت تخبيء وجوهاً تدّعي الوطنية والاسلام ووُضع الجميع امام الخيار الصعب، إما المواجهة الحقيقية، وإما الاستسلام لارادة الاستكبار العالمي.

نستطيع ان نرى في هذا التاريخ كثيراً من البطولات وكثيراً من التضحيات، كما  ظهرت قيادات صادقة وظهرت اخرى منافقة، ولكن للاسف الشديد لم يفلح احد حتى الآن في لجم هذا الاحتلال ومفاعليه، سوى ما قامت به المقاومة بكافة اشكالها واسمائها، فظهرت المقاومة كأضواء مشعة في ظلام دامس.

اما ما نستذكره في العام 1948 فهو المؤامرة التي بدأت من دون شك باسقاط الدولة العثمانية، وبدأت الخطوات المتواصلة لتحقيق وعد بلفور.

الشيء الذي يجب التأكيد عليه، ان هذه الانظمة والملوك والحكومات والجيوش لا تنتمي الينا، بل للبريطاني الذي سلحها ودربها، بل وكان غلوب باشا البريطاني، على سبيل المثال لا الحصر، قائد الجيش الاردني، هذه حقيقة عبّر عنها هذا الشيخ الضرير، الذي كان يرافق الجيش الاردني وقتها، حيث طلب منه الملك عبد الله كلمة ترفع معنويات الجيش، فقام الشيخ الجليل متفاجئاً وتردد فترة من الوقت لا يدري ماذا يقول؟ ثم قال (يا ايها الجيش ليتك كنت لنا)، فتفاجأ الملك عبد الله وشتمه شر شتيمة.

ولا ننسى ان الملك عبدالله اعطى وعداً قاطعاً لـ (غولدا مائير)، رئيسة اللجنة السياسة في الوكالة اليهودية آنذاك، ليل 11 ، 12 ايار 1948 بان جيشه لن يطلق رصاصة واحدة على الصهاينة، وذلك بعد ان عجزت عن اقناعه بأن لا يرسل جيشه اصلاً، وكانت تتحدث بلغة صارمة وكأنها صاحبة القرار، وهكذا كان، وهذا نموذج عن حكامنا الذين كانوا مرتبطين بالقرار الصهيوني او بالقرار البريطاني كحدٍ ادنى.

هذه حقيقة عبر عنها هذا الشيخ، دون ان ننسى النموذج الذي مثله قائد جيش الانقاذ وقتها اللواء (اسماعيل صفوت باشا) العراقي الذي كان ينزل في فندق شيبرد في القاهرة، ونزل قبل اجتماع القيادة يوم 12 ايار ليتريّض او لامر آخر، فاذا به يلعب مع اولاد الشارع لعبة الثلاث ورقات، ويخسر ماله ويذهب واياه الى قسم الشرطة ليُكتب محضرٌ في ذلك وينشر ذلك في الصحف.

بعدها اصبح البطل فوزي القاوقجي قائد الجيش، ولكن من غير سلاح ومن غير دعم، فكيف ينتصر؟ وكذلك القائد عبد القادر الحسيني قبل ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اما المواقف اللبنانية ازاء المقاومة في الجنوب فتفتقد الى ابسط مقومات المصداقية والوطنية: ان الذين يتحدثون عن حرصهم وخوفهم على ابناء الجنوب وعلى شهدائه، ينسون او يتناسون انهم لم يكونوا في يوم من الايام مع المقاومة، حتى عندما حررت الارض وغيرت مجرى التاريخ، كما ان موقفهم ليس واضحاً من اسرائيل، في يوم من الايام، قدموا خدمات جلىّ للعدو الصهيوني بل قدموا اكثر مما طلبه العدو، فكيف يمكن ان يكون موقفهم وطنياً؟ وهم لم يعترفوا بانحرافهم السابق و”باجتهاداتهم” التي لم تكن يوماً لصالح لبنان؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اما عن الموقف من النزوح السوري في لبنان فالجميع، الا القليل، يتناسون سبب المشكلة ويُغفلون الحقيقة: ان سبب وجود هذا العدد الكبير من السوريين هو قانون قيصر، العقوبات الاميركية، ان كنتم سياديين فعلاً فارفعوا صوتكم في وجه الاميركي الذي يحاصر الشعب السوري دون حق، والذي يمنع الإعمار ويمنع اتمام بسط السلطة على جميع الاراضي السورية، مشكلتكم مع الاميركي وليس مع النازح وليس مع النظام.

عندما تُرفع العقوبات عن سوريا، يبدأ الإعمار ويتحسن الاقتصاد ويعود السوري طوعاً الى بلاده، بل سيذهب اللبناني وغير اللبناني ليعمل هنالك.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 10-5-2024: https://youtu.be/6LaQ34zCfe4

مقالات ذات صلة