موقف سياسي أسبوعي:خطبة الجمعة بتاريخ 16 ذو القعدة 1445هـ الموافق له 24 ايار 2024م: التحرير: ذكرى ومستقبل
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي:خطبة الجمعة
بتاريخ 16 ذو القعدة 1445هـ الموافق له 24 ايار 2024م
التحرير: ذكرى ومستقبل
نكرر دائماً ، قوله تعالى (… مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ …)، الجملة الكريمة من الآية 2 من سورة الحشر، التي تتحدث عن خروج بني النضير من مساكنهم، بعد حصار دام اياماً فقط، ذلك بعد ان حاولوا اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في العام الرابع من الهجرة.
كررنا هذه الآيات عند تحرير سيناء ثم الانسحاب من صيدا واكثر الجنوب عام 1985 ثم عام 2000، وسنكررها قريباً عند خروجهم من كامل فلسطين قريباً باذن الله.
طبعاً الخروج من سيناء ليس تحريراً بسبب الشروط القاسية التي فرضها الصهاينة على المصريين، ولكن ايضا الصهاينة دمروا المباني التي عمروها حتى لا يستفيد منها المصريون وفقاَ لقوله تعالى (… یُخۡرِبُونَ بُیُوتَهُم بِأَیۡدِیهِمۡ وَأَیۡدِی ٱلۡمُؤۡمِنِینَ …) ، اما الانسحاب من لبنان فكان تحت ضربات المقاومة الباسلة التي استنبطت اساليب متنوعة “وتفننت” بطرق المقاومة واشكالها … الخ.
هذه حقيقة وعقيدة يجب ان تكون راسخة في وجداننا، ستزول اسرائيل وان المقاومة التي تقاوم بصدق وايمان ويقين وهذا الشعب الاستثنائي، ومن يدعم المقاومة، كل هؤلاء اركان رئيسية في زوال اسرائيل، ولكن من هنا حتى يحصل التحرير الكامل ستكون هنالك تحولات كبرى غير متوقعة في هذه الامة ستمهد لهذا الزوال، المهم ان نبقى على هذا الطريق والاّ نبدله.
ولا بد هنا ان نشير الى الموقف الايراني المميز، حيث وضُحت الرؤية السياسية منذ وقت مبكر عند الامام الخميني حتى لو ادى الى الاستشهاد، وظل على هذا الوضوح رغم التحديات، بحيث انه عندما أفتى بوجوب خروج المظاهرات في وجه الشاه عام 1963 حتى لو ادى ذلك الى استشهاد المتظاهرين، وكانت تلك أول فتوى سياسية في حياته، وبالفعل سقط آلاف الشهداء برصاص شرطة الشاه، وعندما خطب الإمام الخميني اثرها ذكر في خطابه المقتضب إسرائيل 18 مرة، فيما ذكر الشاه 15 مرة فقط: لقد كان وضوح الخطر الصهيوني وأهمية المقاومة، واضحاً في ذهنه منذ ذلك الوقت رغم بعد المسافة وعدم وجود خطر صهيوني عسكري مباشر على إيران …الخ.
وتوالت الأحداث ليثبت الإمام الخميني أن فلسطين ظلت أولوية في فكره وبرنامج عمله، ونقل ذلك إلى اجيال من بعده، هل سمعتم مثلا أن المصلين في أي مكان في العالم حتى في فلسطين، يختمون صلاتهم بدل التسبيح والاستغفار (بالموت لإسرائيل)، هذه الثقافة راسخة في هذه الأجيال التي تربت في حضن الثورة، ومن يتحدث اليوم عن تغير في السياسة الإيرانية بعد استشهاد رئيسي وعبد اللهيان ومن معهما …الخ، فهو يعيش أوهاما أو يعير عقله لأجهزة المخابرات العالمية التي تتمنى أن يتغير شيئ في السياسة الايرانية.
هذه المقاومة أثبتت نفسها وأنتجت تغيراً في بعض الرأي العام العالمي، واعتراف بعض الدول بفلسطين جاء نتيجة لهذه المقاومة وهذا الصمود الأسطوري، وليس نتيجة الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية، وأن الاعتراف بدولة فلسطين الآن لا يخدم المقاومة والصمود بشكل مباشر ولكنه مكسب معنوي ليس الا، لأن السلطة تقف في وجه المقاومة وتشوه صورتها، بل يتطاول البعض عليها ويحملها مسؤولية الدمار والمجازر دون اي حديث عن الاجرام الصهيوني والأمريكي والدولي …الخ.
وأيضا وأيضا من نتائج المقاومة أنها فضحت ما يسمى بالديمقراطية الأمريكية، بحيث تمخضت هذه الديمقراطية المشوهة، عن ترشيح، خرِف من هنا ومجنون من هنالك للرئاسة الأمريكية، نتساءل: الا يوجد في مئات من الملايين من الأمريكيين إلا هذان المعاقان؟ هذه نتيجة احتكار الترشيح من قبل الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وكلا المرشحين صهيوني، وقد لا يتغير شيء، ولكن ترامب على الاقل يتحدث دون مجاملات ودون محسنّات لفظية، وقد يفضح بعد أخطاء الصهاينة إذا لزم الأمر، و الله أعلم.
أما العدالة الدولية الشوهاء فمرفوضة، أراد كريم خان (المحكمة الدولية) أن يسوّق العدالة لدى الغرب بالإدعاء على نتنياهو وأبطال المقاومة في وقت واحد، هذا امعان في الظلم المتمادي على القضية الفلسطينية وعلى المقاومة وعلى فلسطين، ولن يغير المتمادي على القضية الفلسطينية اي شيء، فالمسيرة منطلقة بثبات ووعي ورسوخ حتى الوعد الالهي القريب ان شاء الله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 24-5-2024: https://youtu.be/KrPqk_K_osE