موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 12 صفر 1446هـ الموافق له 16 اب 2024م: مقاومة ربانية
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 12 صفر 1446هـ الموافق له 16 اب 2024م
مقاومة ربانية
عندما نطّلع على ظروف هذه المقاومة الباسلة، في فلسطين ولبنان وسائر المحور، عندما نطلع على الظروف التي نشأت فيها المقاومة منذ انطلاقها، كيف حفرت الانفاق؟ انفاق غزة، انفاق الجنوب (عماد 4 انجزت قبل استشهاد عماد مغنية فكيف الآن؟) كيف استحضر السلاح؟ كيف ُصنع؟ كيف استطاع المقاومون الصمود عشرة اشهر في ظروف استثنائية؟ … الخ، نؤكد ان هذه المقاومة ربانية تخترق الظروف الصعبة وتنبت ورداً بين الاشواك، مقاومة تعيش في حضن التنين، توحيد يترعرع بين الاصنام، وتستطيع ان تقاطع اجتماع الدوحة الذي لن يقدم شيئاً، وليس مؤهلاً ان يضغط على الصهيوني، تقاطع المقاومة هذا الاجتماع بكل عزة وكرامة.
نؤكد كلامنا هذا بعدما اطلعنا على بعض التفاصيل المؤلمة:
خطيب الجمعة في مسجد محمد بن عبد الوهاب في قطر، وخلال تشييع الشهيد الكبير اسماعيل هنية، عمّ تكلم؟ كانت خطبته عن فضائل يوم الجمعة، ولم يتكلم عن الشهيد الكبير وهو مسجى تحت منبره، ولا عن غزة وفلسطين وحرب الابادة والصبر الاسطوري… الخ، فقط بجملة واحدة او جملتين تكلم كلاماً عاماً عن فلسطين، لم يسمح له بأكثر من ذلك، هذه قطر التي هي افضل من غيرها بكثير تستقبل ابطال المقاومة وتنفق عليهم بسخاء، وتمول بسخاء ايضاً قناة الجزيرة، التي لولاها ما عرفنا الكثير مما يحصل في فلسطين، ولكن في نفس الوقت المسؤولون هنالك يقولون: كل ما نقوم به يتم تنسيقه مع الاميركي، كما ان الوفود التي شاركت في التشييع المهيب ، تمت استضافتهم في فندق يبتعد بضعة كيلو مترات عن اكبر قاعدة اميركية في المنطقة (!!!)، وكذلك تركيا تستقبل قادة المقاومة، تكرمهم ولكنها على علاقة “طيبة” بالكيان، (وتستضيف) قاعدة (انجرليك) الاكبر في الشرق الاوسط، وقد كان الموقف التركي سيئاً جداً، تحسن قليلاً في الاشهر الاخيرة.
وكذلك تساهم دولة الامارات العربية المتحدة في انقاذ الملياردير الصهيوني (باتريك دراحي)، الناشط في الدفاع عن الكيان وجرائمه، تساهم معه بمليار دولار لانقاذه من ازمة مالية حلت به، وتستمر في تطبيع مجرم، وتمن على اهلنا في فلسطين بقروش ودراهم لا يغني ولا تسمن من جوع، ومصر الام الكبرى تساهم في ذبح غزة وتحاصرها كما لم يفعل الاحتلال نفسه.
وهي مقاومة تستطيع ان تشق طريقها رغم التنسيق الامني الذي يتابع المقاومين ويتعامل مع الاحتلال للقبض عليهم واغتيالهم، ويزعم من يقوم بهذه الجريمة النكراء المستمرة انه يمثل الشعب الفلسطيني.
ونتساءل في نفس السياق، ما هذه القوة التي تتحلى بها ايران، كيف ثبتت كل هذه السنوات وصمدت في وجه الحروب المتنوعة والحصار على انواعه؟ واليوم تهدد بضربة بالرؤوساء النووية كرد على الرد المحتل، والقائد يقول مستعدون لكل ذلك وسنواجهه (!!!).
يذكرنا كل ذلك بالدعوة الاسلامية وكيف شقت طريقها بصعوبة بالغة، نذكر على سبيل المثال، كيف دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة، بعد هجرة الطائف، حيث منع المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم من العودة الى مكة، فاضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الدخول الى مكة بجوار (اي حماية) رجل مشرك هو (مطعم بن عدي)، فلنتخيل ان سيد الانام صلى الله عليه وسلم، شفيع الانبياء يوم القيامة، يدخل الى مكة بجوار رجل مشرك (!!!)… وفي العام السابع اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والاصنام حول الكعبة، تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الواقع بكل ما فيه من مرارة، ولكن عندما تغيرت موازين القوى واصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادراً على تحطيم الاصنام، وذلك بعد عام واحد فقط من عمرة القضاء، استجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستغاثة بني خزاعة الذين كانوا في حلف رسول الله صلى الله علي وسلم واعتدت عليهم قريش، فاستجاب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة، وكان الفتح العظيم.
نقول لابطال المقاومة سيأتي اليوم القريب الذي تستطيعون فيه تحطيم الاصنام وازالة الطواغيت، سيأتي هذا اليوم القريب، لان هذه المقاومة تسير برعاية الله وحفظه.
ولنتأمل مرة اخرى الآيات التي تصف تاريخ اليهود في القرآن الكريم، يعود الضمير فيها لرب العالمين، (وقضينا، بعثنا، رددنا، جعلناكم، وان عدتم عدنا)…الخ.
هذه مسيرة تسير برعاية الله وستخرج من فم التنين ليتحقق من خلالها وعد الله القاطع باذن الله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 16-8-2024: https://youtu.be/siYbQP7JV_o