موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 19 صفر 1446هـ الموافق له 23 اب 2024م: حريق المسجد الاقصى

    بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 19 صفر 1446هـ الموافق له 23 اب 2024م

حريق المسجد الاقصى

‏‏في 21 آب 1969 أي منذ خمس وخمسين عاماً كاملة، قام الاوسترالي اليهودي (مايكل يوهان) بافتعال حريق في بعض ارجاء المسجد الاقصى، حيث احترق منبر صلاح الدين التاريخي والذي يعتبر تحفة فنية مميزة، كما احترق حوالي ثلث السقف ومكان ما قرب نافذة عالية، لا يصل اليها المعتدي الا بمساعدة او سلم مرتفع … الخ، ثم قطعت سلطات الاحتلال الماء، واتت اطفائيات من رام الله ونابلس وغيرهما للمساهمة في الاطفاء … الخ، وتم اصلاح وترميم كل ذلك، ولكن الذي لا يمكن ان يرمم ما كسر في ضمير الامة، حيث عبرّت (غولدامئير) رئيسة الوزراء آنذاك، بكلمات مؤلمة حيث قالت: (عندما حصل حريق المسجد الاقصى، لم أنم تلك الليلة خوفاً من ردة الفعل العربية، فلما كان اليوم التالي ورأينا ردود الفعل العربية والاسلامية ضعيفة وشكلية، علمت ان هذه الامة نائمة ونستطيع ان نفعل ما نشاء).

هذا هو الموجود اليوم، لولا التخلف والعمالة العربية لما استمر هذا العدوان عشرة اشهر، ولما كان بهذا المستوى من الوقاحة، ولما استطاع الاميركي ان يكذب كل هذا الكذب والدجل وآخر ذلك ان تتهم حماس أنها أفشلت محادثات وقف اطلاق النار، لانها غيرّت موقفها، والواقع ان الاسرائيلي هو الذي غيّر وبدل… الخ.

والسؤال هنا: هل المسجد الاقصى محمّي من الله، كما الكعبة المشرفة؟ آيات محكمات تؤكد ان الكعبة المشرفة يحميها رب العالمين من المعتدين من غير المسلمين، وقصة ابرهة مشهورة (المذكورة في سورة قريش)، وكذلك قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)) (العنكبوت)، وغير ذلك كثير.

ولكن ليس في حوزتنا نص قرآني او نبوي يؤكد لنا ان المسجد الاقصى محمّي كما الكعبة المشرفة، ولكن التجربة تؤكد ذلك، لقد احتل الفرنجة القدس حوالي 95 سنة، ولكنهم لم يخرّبوا المسجد الاقصى ولم يؤذوا بنيانه، وانما اسالوا دماء كثيرة، حيث تتحدث المصادر عن سبعين الفاً من الشهداء عند ابواب المسجد الاقصى عند دخولهم اليه … الخ.

وان هذا البنيان الذي نراه اليوم، لم يكن ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم، انما كانت الارض، وعلى الارجح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى اماما بالانبياء في الهواء الطلق، والله اعلم، ثم جاء سيدنا عمر بعد حوالي 18 عاماً من الاسراء والمعراج فاجتهد مع الصحابة الكرام واقاموا بنياناً في المكان، حسب ما كانت تسمح به امكانياتهم في ذلك الوقت، ثم اقام البناء حوالي العام 80 هجرية (عبد الملك بن مروان) واتمه ولده ا(لوليد بن عبد الملك) وزخرفه لاحقاً السلطان سليمان القانوني، كما ساهم كثير من الحكام في زخرفته واضيفت عليه اضافات كثيرة … الخ.

المهم ان المقصود بكلمة المسجد الاقصى في القرآن الكريم، هو الارض التي اقيم عليها المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة، حيث كان قبل ذلك، حسب رأينا، هيكل سليمان عليه السلام، ولا نجد اي حرج من ان نؤكد ذلك، فيما كثيرون يحاولون ان ينفوا ان الهيكل كان في نفس المكان، حرصاً على ألا يستغل الصهاينة هذه العلاقة لصالحهم، ولكننا نجد ان هذا الحرص في غير مكان بسبب:

اولا: نحن أحق بسليمان منهم، سليمان عندنا نبي مقدر له قيمته وأهميته، فيما الصهاينة يعتبرونه ساحراً مشعوذاً: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ …) (البقرة – 102)، نحن اتباع سليمان الحقيقيين وليس يهود بني اسرائيل.

ثانياً: لقد ثبت في التاريخ ان نبوخذ نصر قد دمر الهيكل عام 587 ق.م ونقل احجاره الى بابل، ولم يبق من احجار الهيكل الا ما هو مندرج في داخل حائط البراق، اي حائط المبكى كما يقولون، ولا يمكن نزعه.

ثالثاً: ان من عقوبة الله على بني اسرائيل ان يسلط عليهم عدواً يدمر هيكلهم، ونحن الذين نحمل الدين الصحيح الذي لم يزوّر ولم يبدل فيه شيء.

رابعاً: ان الصهاينة انفسهم يمتنعون عن زيارة المسجد الاقصى، وعندما يقتحمون المسجد، كما نقول دائماً، يقتحمون ساحات المسجد الاقصى ولا يدخلون الى داخل المسجد، لانهم ممنوعون من ذلك حسب عقيدتهم، ولا يمكنهم الدخول حتى تظهر تلك البقرة الحمراء المزعومة، التي سيذبحونها في مكان محدد، باشراف حاخامات لهم صفات تفصيلية لا تنطبق الا على عدد محدود جداَ، ثم ان رمادها يخلط بالماء ويتطهرون برذاذ هذا الماء، عند ذلك يسمح لهم بالدخول الى المسجد الاقصى ليقيموا الهيكل المزعوم مكان المسجد الاقصى، ولن يكون ذلك ابداً باذن الله، هي اوهامهم وعقائدهم الباطلة.

يعني ان عقيدتهم هذه تساهم في هذه المرحلة بحماية المسجد الاقصى، حتى يأتي اليوم الموعود الذي يزول به هذا الكيان.

ان ابطال المقاومة اليوم ومن يدعمهم يمثلون الدين الصحيح، وهم الذين سيصلحون ما افسده الصهاينة ومن سار في ركابهم من دول الغرب ومن خونة العرب.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 23-8-2024: https://youtu.be/JEJBVztSeOk

مقالات ذات صلة