موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 8 ربيع الآخر 1446هـ الموافق له 11 تشرين الاول 2024م : أيام الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 8 ربيع الآخر 1446هـ الموافق له 11 تشرين الاول 2024م

أيام الله

ان السابع من تشرين الاول 2023 (طوفان الاقصى) هو من ايام الله وفق الآية الكريمة (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)) (سورة ابراهيم)، فمالذي نتعلمه من هذا اليوم المجيد؟ :

اولا: لا نزال بعد عام من الطو فان في اللحظة التاريخية التي عبر عنها القرآن الكريم، والله اعلم، (… وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)) (سورة الاسراء)، فانه لم تمر لحظة على هذا الكيان كان فيها اكثر قدرة على استنفار العالم كله، بمن فيه اكثر العالميْن الاسلامي والعربي لدعمه في عدوانه اللئيم، ولكن نهاية الامر بأن يأتي يوم الدخول للاقصى وفق الآية: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)) (سورة الاسراء)، هم يسيؤون الآن كمقدمة لدخولنا الى المسجد الاقصى.

ثانياً: لن يستطيع العدو مع عملائه المتصهينين في لبنان ان يستعيدوا لحظة 1982 فيحدثوا تغيرا سياسياً جذرياً، كما حصل سابقاً فيأتون برئيس جمهورية لهم ويتم توقيع 17 ايار 1983 ويشرعون بادخال لبنان الى العصر الصهيوني… اولا، لم يستغرق الامر وقتها اكثر من عام حتى سقط اتفاق 17 ايار في 6 شباط 1984، حيث عاش فقط تسعة اشهر فقط، وخرج الصهيوني لاحقاً مدحوراً، الفارق كبير بين المرحلتين، اليوم المقاومة استفادت من اخطاء المقاومة السابقة واعدت اعداداً حقيقياً، يشهد على ذلك انطلاق الصواريخ مباشرة بعد سيل الغارات الصهيونية والتي بلغت اكثر من ثلاثة الاف غارة في فترة قصيرة، وفي مساحة محدودة كمساحة الجنوب، قالت النيويورك تايمز ان مثل هذا لم يحصل في تاريخ الحروب المعاصرة، ومع ذلك، قام المقاومون بصد محاولات الدخول الصهيوني في الجنوب، واستطاع ان يمنع العدو حتى من سحب جرحاه في رأس الناقورة، امس، لساعات طويلة، هذا ايضاً لم يحصل في تاريخ المقاومات المعاصرة.

جسد المقاومة واسلحتها الاستراتيجية وقادتها العملانيون، لا يزال كل ذلك في جهوزيته الكاملة باذن الله، وليس هذا فقط الذي يجعلنا نؤكد ان محاولات بعض المتصهينين الذين يريدون اعادة لحظة 1982 لن تفلح بالتأكيد باذن الله تعالى، بل كثير من المعطيات … الخ.

ثالثاً: ومن بعض ذكرياتنا في تلك المرحلة اننا تحدثنا تحت الاحتلال عند انتخاب بشير الجميل عن اهدار دم النواب الستة عشر، المسلمين الذين انتخبوا بشير الجميل، كما ادنّا زيارة شخصيات من صيدا لبشير الجميل للتهنئة في بكفيا، واحد من هؤلاء، واهم هذه الشخصيات، ارسل الينا اثر الانسحاب من صيدا في شباط 1985 انه مستعد للتوبة والتراجع، وقال: اكتب ما تشاء وسأصدره كبيان صادر عني، وهكذا كان، هل كان هذا البيان يكفي ام لا، الله اعلم.

المهم هؤلاء الذين سيجتمعون في معراب غداً ومن يتأثر بهم، سيزحفون قريباً الينا طالبين العفو وطي صفحات الانحراف والعمالة، هذا افضل بكثير من معاملتهم بالعنف، بل سننتظر تلك اللحظة التاريخية القادمة قريبا باذن الله.

رابعاً: ان اهم ما حققه السابع من تشرين هو كشف الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني، حيث حاول حزب العمل الصهيوني ان يعطي صورة اشتراكية تقدمية عن هذا الكيان منذ لحظة التأسيس عام 1948 حتى 1977، ثم بدأت “اسرائيل” تأخذ شكلها الحقيقي من لحظة استلام كتلة ليكود حتى وصول هذا المثلث المتخلف: بن غفير وسموتريش ونتنياهو، الى السلطة، الآن ليس على وجه العدو الصهيوني اي مساحيق تجميل واي قناع، هو الكيان الذي يقتل الجميع ويدمر كل شيء وفق العقيدة التوراتية المزعومة.

خامساً: ان الصهاينة يخفون كثيراً من عقيدتهم الراسخة، وعلى رأسها حتمية زوالهم، منذ ما قبل الاحتلال جغرافياً، بل منذ الثلاثينات ثمة حاخامات يؤكدون ان اقصى ما يصل اليه الاحتلال جغرافياً هو (قرية السلطان يعقوب في وسط البقاع)، وهذا ما حصل ولم يتقدم الاحتلال من بعدها عسكرياً في اية بقعة في لبنان او فلسطين، ثم يأتي زوالهم بعد ذلك.

ان مَثَلهم اليوم كمثل يهود المدينة المنورة ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا ينتظرونه، ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم، ولكنهم كفروا به لانه كان عربياً، لقد اخفوا هذه الصفة (صفة انه عربي) او تناسوها ليبرروا كفرهم، واليوم يتناسوْن او يخفون حقيقة زوالهم ويكابرون، كل ذلك سيظهر قريباً باذن الله.

سادساً: فلنراقب نتنياهو في الامم المتحدة، حيث تكلم قبل يوم من اغتيال سماحة السيد نصر الله، كان متغطرساً متكبراً يتحدث عن شرق اوسط جديد، ويحمل الخرائط التي ليس فيها فلسطين بل فيها ما يشير الى “سلام” يشمل دول الخليج وغيرها، ولكن بعد وصول الصواريخ الايرانية، كدفعة اولى، تغيرت لهجته وزاد انخفاض نبرته بعد الصمود الاسطوري في الجنوب، وانطلاق الصواريخ من رفح وخان يونس، وعجز الجيش الصهيوني عن اقتحام مخيم جباليا، الوضع ليس بيدهم باذن الله.

سابعاً: من ادوات الصهاينة اصوات الفتنة، في لبنان كما في مصر وغيرها، ومن اقبحها الاصوات المذهبية البغيضة التي تنبش ملفات الخلاف المذهبي من زوايا تكشف جهل هؤلاء بأبسط مبادئ الدين وتؤكد المؤكد: هؤلاء جيش الكتروني تابع للاحتلال، حيث تأكد للجميع ومنذ انشاء الكيان ان من اهم اسلحته زرع الفرقة وبث الفتنة والبحث عما يؤكد الخصومات ويعمقها، سواء كانت دينية او عرقية او طبقية او ثقافية او غير ذلك.

ثامناً: كيف يرضى البعض لانفسهم ان يكونوا اسوأ من الصهيوني والاميركي؟ حيث نفهم مثلا ان يجول الملحق العسكري في السفارة الاميركية في بيروت مع قائد امن المطار على قاعات المطار ومستودعاته ليتأكد الجميع ان ليس للمقاومة في مطار بيروت ومحيطه اي سلاح واية مخازن، ليصدر صوت من طرابلس، للاسف، يقول: بلى ثمة سلاح لحزب الله في المطار، مخالفاً بذلك الجهات الرسمية اللبنانية وسيده الاميركي الذي عاين المطار بعينه.

تاسعاً: لقد كشف طوفان الاقصى وما بعده زيف الشعارات العالمية بالعدالة الانسانية وحقوق الانسان، والعالم يتفرج على حرب الابادة في فلسطين في غزة والضفة وعلى الجرائم المستمرة في لبنان: هل يحق للعدو ان يدمر مبنييْن في وسط العاصمة ويسقط 12 شهيداً على الاقل واكثر من مائة جريح خلال عملية اغتيال محتملة لشخصية سياسية غير عسكرية؟ كيف يسكت العالم عن ذلك؟ عن جريمة عين الدلب والنبطية والوردانية وغيرها، وقتل قوات اليونيفل … الخ، انه عالم كاذب ومبادئه وهمية لا قيمة لها.

عاشراً: لم نأت بجديد في كل ذلك، ولكن نؤكد ما ينبغي ان يكون من المسلمات التي تعيش في وجداننا وعقيدتنا.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 11-10-2024: https://youtu.be/OB-hyfwW_0A

مقالات ذات صلة