موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 11 ذو القعدة 1446هـ الموافق له: 9 ايار 2025م الغيب ؟

        بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 11 ذو القعدة 1446هـ الموافق له 9 ايار 2025م

الغيب ؟

‏ تعبّدنا الله بالغيب، فأخفى الله ذاته عن الناس وأخفى الجنة والنار، ولو كشف الله علينا هذا الغيب لبطل الثواب والعقاب، والمثل الذي نضربه دائماً: لو ان الله أخبر سيدنا ابراهيم عليه السلام بأنه عندما يضع ولده على الصخرة ويبدأ بجز رقبته، سأرسل لك كبشاً تذبحه عوضاً عن ولدك، لو كان الامر كذلك لبطل المشهد ولما اصبح سيدنا ابراهيم عليه السلام رمزاً لعبادة الله في الارض وأباً للانبياء ورمزاً للحج وللأضحى … الخ، وكذلك نحن اليوم نُمتحن بهذه الفترة العصيبة، حيث تظهر المقاومة في اضعف حالاتها، ويظهر الاميركي والصهيوني في اقصى القوة والجبروت، يغتال الصهيوني من يشاء واينما يشاء، وعنده لوائح بالاسماء وبتفاصيل الاهداف التي رسمها، ويصيبها بكل دقة، والاميركي ينصّب ملوكاً ويقيل حكومات ويتحكم ببترولنا وكافة ثرواتنا وكأنها ملكه، ويفرض سياساته في المنطقة وبتدخل بأدق التفاصيل … الخ.

وفي لبنان يتطاول على المقاومة من ليس في سجلهم الا المجازر والقتل والفشل والعمالة، ويختبئون تحت شعارات رنانة يصدقها المغفلون والاغبياء.

وهنا يُضحكنا شعار عودة لبنان الى الحضن العربي، فالذين يرفعون الشعار لا يهمهم من العرب والعروبة الا البترول والسياحة والاموال، اما عندما كانت العروبة تعني الوحدة العربية ومواجهة الصهاينة وبناء مستقبل حقيقي للامة، فهي لا تعنيهم… الخ.

وهنا نقول للذين ادخلوا القوات اللبنانية الى الانتخابات البلدية في صيدا، لقد ارتكبوا خطيئة كبيرة، سيحشرون مع (عمرو بن لحي الخزاعي)، والله اعلم، هذا الكافر الذي ادخل الاصنام الى مكة قبل مائة عام من البعثة النبوية، فكان اول من ادخل الشرك الى الكعبة المشرفة، اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه (رآه يجر قصبه في النار … ) البخاري ومسلم، كل من ابتدع بدعة وفتح بابا للمعصية، فعليه وزره ووزر من تبعه الى يوم القيامة، وكل من فتح باب طاعة فله اجره وأجر من تبعه الى يوم القيامة.

ندعو هؤلاء الى التوبة قبل ان يفاجأهم امر من الله (… فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ  (52)) (المائدة)،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتخابات الباب ليو الرابع عشر:

نتفاءل بالبابا الجديد، طالما انه يؤكد انه سيسير على طريق البابا فرنسيس، الذي ختم حياته بادانة المجازر في غزة، وسعى للتعاون مع شيخ الازهر، وسعى لمقابلة المرجع السيستاني في مكان اقامته المتواضع، وزار الشواطيء حيث تأتي الزوارق بالمهاجرين “غير الشرعيين”، ليظهر تعاطفه مع الفقراء والمستضعفين والمهاجرين.

لا شك ان دور الفاتيكان اضعف مما كان عليه في القرون الماضية، حيث كان البابا يجيّش الجيوش ويشعل المعارك ومنها الحروب الصليبية، وهنا لا بد لنا من وقفة: عندما تم فصل الدين عن الدولة في اوروبا وكُفّت يد رجال الدين عن الحياة السياسية والعلمية، انطلقت النهضة العلمية والصناعية في اوروبا، اما عندنا فعندما تم فصل الدين عن الدولة وقلت نسبة التدين لدى الحكام، دخلنا في عصور التخلف والتشرذم والانقسام، فالامر يختلف باعتبار دور الدين ودور رجال الدين بين الشرق والغرب، ويبقى ان دور الفاتيكان المعنوي يعنينا جداً في صراعنا مع الصهيونية والاستكبار العالمي.

رابط فيدو: خطبة الجمعة:

https://www.facebook.com/shekh.maherhammoud/videos/1854786718436518

مقالات ذات صلة