موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 6 شعبان 1445هـ الموافق له 16 شباط 2024م: العدوان الصهيوني الهمجي

           بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 6 شعبان 1445هـ الموافق له 16 شباط 2024م

العدوان الصهيوني الهمجي

يتعمد الصهيوني استهداف المدنيين في لبنان، كما فعل ويفعل يومياً في غزة، منذ بدأ العدوان، لقد كان باستطاعته، كما يؤكد الخبراء والمطلعون، ان يتجنب عائلة البرجاوي وانسبائهم في النبطية اول من امس، ولكنه تعمّد ان يصيب العائلة خلال استهدافه لبعض المجاهدين، وهذا رغم قساوته والالم الذي يسبب لنا، الا انه دليل على ضعف العدو وهزيمته، يريد ان ينتقم من جمهور المقاومة، ويحدث شيئاً من الخوف في قلوب المؤيدين، تغطية لعدم استطاعته تحقيق اهداف عسكرية، توازي الاهداف التي تحققها المقاومة وتسبب خللاً حقيقاً في البنية العسكرية الصهيونية.

نؤكد هذا في لبنان وغزة، ان استهداف المدنيين يدل على هزيمة العدو، ولن يؤثر على معنوياتنا وتصميمنا وعزمنا، رغم ان الامر مؤلم جداً ومربك لمشاعرنا جميعاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحرير صيدا:

تمر الذكرى 39 لتحرير صيدا واكثر الجنوب في ظروف متكررة، والدروس تتكرر وعلى رأسها قول الله تعالى  (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ) (الحشر – 2).

كان الكثيرون يؤكدون ان احتلال الجنوب مستمر وان الصهيوني سيضم الجنوب الى ارضه كما ضم الجولان، وكانوا ينظّرون للهزيمة بكل ابعادها ويثبطون الهمم ويشككون بقدرات المقاومة، ولكنهم مستعدون لان يتحولوا الى ابطال يدّعون المشاركة في المقاومة والجهاد عندما يأتي النصر، وهذا المعنى مكرر في القرآن الكريم:

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) (النساء – 141).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)) (النساء).

اننا اليوم ننتظر هزيمة العدو الصهيوني في لبنان كما في غزة، وسنرى هؤلاء المشككين والمعوقين يتسابقون بالزعم أنهم آباء هذا الانتصار وانهم صانعوه…

لقد تكرر هذا كثيراً في تاريخنا، كما اكد القرآن الكريم كثيراً على وجود الفئات المشككة، الذين لا يؤثرون على مسيرة المقاومة، ولا يؤخرونها، ولكنهم يسببون فقط ازعاجاً وبعض الارباك، كهؤلاء الذين يبحثون عن ثغرة او خطأ او تقصير، يلصقونها بالمقاومة ويصدّقون اعلام العدو، سمعنا على سبيل المثال، من يصدق ان العدو الصهيوني استهدف (مطاراً) للمقاومة في (بركة جبور)، ويبنون على هذه المعلومة الصهيونية تعليقات ومواقف، ومن يعرف المكان يعرف انه لا يتسع لمطار، وقد يكون العدو قصد في ذلك مطاراً للمسيرات التي لا تحتاج الى اكثر من عدة امتار لاطلاقها، قصدت من هذا المثال، سخافة اخصام المقاومة واعدائها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليمن تحاصر والعرب يفكون الحصار:

ما يقدمه المجاهدون في اليمن لمساندة اهلنا في فلسطين وغزة خاصة، ساهم مساهمة حقيقية في جعل هذا العدوان الجائر، وحرب الابادة هذه، قضية عالمية تربك الاقتصاد العالمي، وما يقدمه اليمنيون امر عظيم، خاصة انه قد جاء بعد عدوان جائر وحصار استمر احد عشر عاماً، دُمر خلاله اليمن وجاع اهله، ودمرت المرافق الحيوية، وكل ذلك لم يمنع اليمنيين من القيام بهذا العمل الشجاع المميز.

ولكن الالم يزداد عندما تتعاون عدة دول عربية لتأمين طريق بديل عن البحر الاحمر وقناة السويس، البضائع التي يستوردها العدو الصهيوني تفرّغ في ميناء اماراتي، وتنقل عبر الاراضي السعودية ثم الاردنية الى الاراضي المحتلة (!!!)، ماذا يمكن ان نسمي هذا العمل؟ وفي اي خانة يوضع هؤلاء؟ وماذا يرجون من هذا العمل الخياني الاخرق؟ هل سيحميهم العدو الصهيوني او الاميركي اذا ما هددت عروشهم؟ والى اين سيفرّون من غضب الله وسخطه؟ ولا حول ولا قوة الا بالله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عودة الحريري:

لم اكن يوما ما ولن اكون، مؤيداً لسياسة تيار المستقبل، ولكنني اتعاطف مع هذا الجمهور  العريض الذي حُرم من زعيمه، من يمثله، بقرار جائر متعسف، قرار لم يحصل مثله في لبنان، لم يحصل ان تم الغاء تيار سياسي، يمثل شريحة واسعة، بقرار خارجي بهذه الصورة الوقحة.

وبهذا التعسف المؤلم، وبمثل هذه الاسباب الواهية، والالم مضاعف، ذلك ان الجمهور يكرر ان الحريري سيعود عندما يقرر ذلك، والكل يعلم ان القرار ليس بيده، وانه ممنوع من العودة حتى يرضخ للقرارات الجائرة التي يريدون فرضها عليه، وحتى ينخرط في مواجهة مذهبية دامية خدمة للاهداف الاستكبارية، ويزداد الالم ان يجتمع كل هذا الجمهور من كل انحاء لبنان وفي وقت مبكر، ليأتي الرئيس سعد الحريري ويلقي عليهم التحية بالايماء، ولا يلقي اية كلمة: ممنوع عليه حتى الكلام مع جمهوره (!!!).

يتحدث المتحدثون عن سيادة يدمقراطية وحياة سياسية، ماذا لو تم منع الحريري من الممارسة السياسية من جهة اخرى غير السعودية لكانت الدنيا تقوم ولا تقعد، اما من السعودية فالكل يصمت ويبرر ويطأطئ الرأس خضوعاً لهذا القرار الجائر …  ولا حول ولا قوة الا بالله.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 16-2-2024: https://youtu.be/iUUGTLtBTM0

مقالات ذات صلة