موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 20 جمادى الاولى 1446هـ الموافق له 22 تشرين الثاني 2024م : ليالي الرياض ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 20 جمادى الاولى 1446هـ الموافق له 22 تشرين الثاني 2024م
ليالي الرياض ؟
ليست احتفالات، ليالي الرياض، بما تحتويه من مجون وفسوق، والبرامج التي تبث من قناة MBC وغيرها، ليس كل ذلك حدثاً عادياً يقتصر على الفجور والمعصية، بل يتعدى الى ضفاف الكفر بل الى قلبه، فعندما يوضع خلف العاريات والفاسقات والفاسقين مجسم للكعبة الشريفة، زُوّد باضاءة ساطعة لا تلبث ان تخفت فتنطفيء، وكأن ذلك يشير الى انهاء دور الكعبة المشرفة (لا سمح الله)، ويزداد المشهد قُبحاً عندما تستمع الى الدكتور (بروفسور الجراحة) سعد الفقيه، المثقف ثقافة اسلامية عالية، والمعارض عن وعي وادراك، نستمع الى رسالة تحد وجهها لمحمد بن سلمان يقول له: اتحداك ان تقول في العلن ما تقوله في مجالسك الخاصة:
رسالة لابن سلمان
تدعي أنك شجاع وواثق بنفسك ولا تبالي بأحد هيا أعلن ما تقوله في مجالسك الخاصة
- أن دين الإسلام خرافات وأساطير
- أنك سوف تقضي على أي دور للدين في هذا البلد
- أن المفتي وهيئة كبار العلماء ليسوا إلا متحفاً تاريخياً ولا دخل لهم بالسلطة
- أن الشعب قطيع غنم لا قيمة له عندك
- أن إسرانيل هي الأمان والضمان لحكمك ولا بقاء لك في السلطة إلا بإرضائهم
- أن المقاومة الفلسطينية دمّلّ محرج ومزعج يجب التخلص منه
- أن أموال البلد كلها لك، تجمع منها ما يجعلك أغنى شخص في التاريخ
- أن لا داعي للزواج والأسرة وأن العلاقات يجب أن تكون مشاعة بين الجنسين دون زوا
- أن المثلية نزعة طبيعية وعلى عاتقك حمايتها وإقرارها في المجتمع
ارنا شجاعتك وأعلن كل ما تقوله في المجالس الخاصة ولا تخفي أفكارك التي تفتخر بها خلف جدران أربعة
وما اظن ان سعد الفقيه يقدم على مثل هذه الخطوة الجريئة لولا انه متأكد مما يقول، وهذا يفترض منه ان يجعل علماء السلطان من امثال عبد الرحمن السديس وعائض القرني في حرج فقهي كبير، حيث تتضمن الاحاديث التي يستندون عليها وفيما يهملون الاحاديث التي تحض على النصيحة للحاكم والوقوف في وجه الظالم … الخ، الاحاديث التي يعتمدون عليها تتضمن، “الا ان تروا كفراً بواحا لكم عليه من الله برهان…”.
وهذا يعيدنا الى الفكرة الرئيسية، وكيف يتم تزوير الروايات والاحاديث لصالح فكرة طاعة ولي الامر، دون ان يتم تحديد مواصفات ولي الامر، وهل كل من قفز على الكرسي او استولى عليها او (تغلّب) حسب التعبير الفقهي اصبح واجب الطاعة ؟ هذا فقه اعوج، لا يمت الى الحقيقة بصلة، ولنلاحظ الكم الهائل من الآيات التي تحذر من طاعة الكبار والسادة والمستكبرين والسابقين الى الفساد، وهي موجودة في كافة القرآن الكريم في حوالي عشرة مواضع، في سورة البقرة: الآيات 165 – 167، الاعراف: 38 – 39، ابراهيم: 21 -22، الاحزاب: 67 – 68، غافر: 47 – 48، فصلت: 29، ص: 60 – 63. ونختار من كل هذه الآيات (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) ) (الاحزاب).
وكل هذه الآيات تحذر من طاعة كبار القوم والمستكبرين والسادة، كل هذه الآيات يتم اهمالها لصالح الآية الكريمة التي يزورون تفسيرها، (… أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، التي تأمر اصلا اولياء الامر بالعدل واداء الامانة، ثم تأمرهم بالاحتكام حين الاختلاف الى الله والرسول وليس للسجون والمعتقلات.
والسؤال الكبير لمحمد بن سلمان: تتقرب الى الغرب بحرية الفساد والثقافة فلماذا لا تتقرب الى الله بحرية الرأي والانتماء السياسي والانتخاب والحياة السياسية السليمة؟ ففي الغرب فساد ، نعم، ولكن ثمة حرية سياسية، والجواب: هذا هو الذي يسمح له، فهو ينفذ املاءات غربية ولا يقوم باجتهادات من عنده … الخ.
وبعد الذي ذكرناه نستذكر للاسف الكلام الكوميدي المشهور، اذا اردنا ان نعرف ماذا في ايطاليا علينا ان نعرف ماذا في البرازيل … الخ، واليوم نقول بالفم الملآن، اذا اردتم ان تفهموا كيف تستمر المجازر والدمار في غزة وسائر فلسطين ولبنان، فعلينا ان نرى ماذا في الرياض والقاهرة وابو ظبي وغيرها، لولا هذا الموقف المريب لما تجرأ الصهيوني على جرائمه المستمرة، لا حول ولا قوة الا بالله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحكمة الجنائية الدولية:
نرحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية برئاسة كريم خان، لاصدارها قرار توقيف بحق نتنياهو وغالانت، واستعداد عدد كبير من الدول لتنفيذ هذا القر ار، ولكن علينا الا نفرط في التفاؤل، فلقد كانت هذه المحكمة اداة في يد الاستكبار الدولي بحيث اصدرت، على سبيل المثال، قرارات اتهام بحق الرئيس السوداني السابق عمر البشير، فلما وافق على تقسيم السودان وانشاء دولة جنوب السودان، ألغيت هذه القرارات، لعل شيئا قد تغير الآن، واصبح العالم اكثر وعياً بعد هذه المجازر ان شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوكشتاين:
ان زيارة المبعوث الاميركي لمحل ستار باكس حيث تناول القهوة، رسالة دعم للصهاينة، فهذه سلسلة من المقاهي تباهي بدعمها للصهاينة، وتدعو جمعيات المقاطعة لمقاطعتها، ليس صدفة ان يقوم بهذه اللفتة!!! وليس صدفة ان يختار هذا المكان دون غيره من المرافق السياحية، اما عن وساطته، فلن يكون نزيهاً، أليس هو الذي طمأن اللبنانيين الا ثمة غارات على الضاحية، ثم كانت الاغتيالات الهامة من فؤاد شكر وابراهيم عقيل ومن معهما … الخ، لن نفرط في التفاؤل، فقط الميدان هو الذي سيفرض، ان شاء الله على الصهاينة وقف اطلاق النا، وليست الوساطات المتحيزة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عيد الاستقلال:
لقد اعطت المقاومة الاسلامية للعلم اللبناني ولعيد الاستقلال بُعداً وطنياً مقدراً، وقبل ذلك اساء لهذا العلم ولهذه الذكرى امين الجميل عندما قصف الضاحية والجبل لصالح اتفاق 17 ايار، كما فعل غيره كثيرون لمصالحهم الشخصية، وكان اسوأ ما حصل لهذا العلم ولهذه الذكرى ما املاه العدو الصهيوني على الذين يريدون ان يحيّدوا انفسهم عن القصف خلال الاجتياح عام 1982، فقال: ارفعوا العلم الابيض او العلم اللبناني، فكان العلم اللبناني مساوياً للاستسلام، اليوم هذا العلم يمثل صمود الجنوب وقوة المقاومة وبأسها الذي سينتصر ان شاء الله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 22-11-2024: https://youtu.be/hZrLMdnjwdA