موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 18 ذو القعدة 1446هـ الموافق له 16 ايار 2025م: وأنتم الاعلون !
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 18 ذو القعدة 1446هـ الموافق له 16 ايار 2025م
وأنتم الاعلون !
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139)) (آل عمران) صدق الله العظيم
نقف امام لحظات مؤلمة من التاريخ الاسلامي يشعر ازاءها المراقب وكأن الاسلام قد انتهى، وان الباطل قد انتصر على الحق:
– توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوج عطائه، وارتدت الجزيرة العربية الا القليل، وشعر كثير من خيار الصحابة ان الاسلام قد انتهى، وان عليهم ان ينتظروا الساعة.
– قُتل عمر بن الخطاب على يد احقر الناس وأقلهم شأناً، ومن اجل سبب تافه، في الظاهر،…
– قُتل علي بن ابي طالب على يد جاهل يدّعي العلم ويفترض نفسه ومن معه، انهم افقه الناس وأعلمهم، وهو أشقى الأشقيين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاقر ناقة ثمود وقاتل علي…
– مات عمر بن عبد العزيز بسم زعاف، بعد سنتين ونصف من حكمه، وهي افضل اعوام الاسلام بعد سنوات عمر بن الخطاب العشرة.
– لم يكن اشقاء صلاح الدين وأبناؤه على مستواه، فتفرقوا واختلفوا ، وعاد الصليبيون الى بلادنا بعد انتصار حطين المدوي.
– قُتل السلطان المظفر محمود قطز، بعد انتصاره المدوي في عين جالوت ، على يد منافسه الذي كان هدفه الدنيا فقط ، والله اعلم.
– دخلت الخيل الازهر، وصادر نابليون أوقاف الأزهر ليضعها في خزينة الدولة التابعة لفرنسا، ثم قام محمد علي باشا بإحكام القبضة على الأزهر …الخ.
– اقال البريطانيون السلطان عبد الحميد، الذي هو أفضل من اقرانه، وأُتي بدمى يحلون مكانه لخدمة السياسة البريطانية الاستعمارية.
– سقطت فلسطين بيد الصهاينة ثم هزمنا في 67.
– هللنا لعبور مصر القناة… وما لبثنا ان رأينا الصهيوني يصل إلى أقرب نقطة من القاهرة ليتساوى العبور مع الدفرسوار، لتذهب آمال النصر أدراج الرياح.
– استطاع الصهيوني أن يخترق الجسم الفلسطيني في لبنان، واستطاع أن يخرج المقاومة الفلسطينية لنمر بأصعب اللحظات.
– استطاع الصهيوني أن يصل إلى قيادة المقاومة وأن يقتل قادة المقاومة، وان يفجعنا بالسيد حسن نصرالله الذي لن يوجد مثله، والله اعلم، لأجيال.
نستذكر لحظات الذل والهوان والهزيمة هذه لنقارنها بزيارة ترامب الى الخليج، وكيف استطاع ان يستولي على اموالنا وقرارنا، وان يرسم مستقبل الامة كما يرغب هو وفق السياسة المعلنة:
-امن اسرائيل واستقرارها فوق اي اعتبار آخر، ومصلحة اميركا فوق اي مصلحة…الخ، والتطبيع والاستسلام والدين الابراهيمي شرط لأي هبة، او عمل أو موافقة على اي مشروع.
نعم باعنا، من كيسنا، كما يقولون ، بعض الاوهام:
– رفع العقوبات من سوريا، لماذا فرضت العقوبات اصلا؟ وهل كانت ضد النظام ام ضد الشعب السوري؟.
– اجرى مفاوضات يبدو انها ناجحة مع الايراني، رغم معارضة نتنياهو.
– ضغط على زيلنسكي لوقف الحرب على غير رغبة نتنياهو.
– اجرى مفاوضات مع حماس، واطلق سراح اسير لديها، على عكس رغبة نتنياهو…الخ.
نعم كل ذلك صحيح، ولكنه أقل بكثير مما أعطى ويعطي الصهاينة، هو اختلف مع نتنياهو بالتفاصيل، ولم يختلف مع اسرائيل على مصالحها الاستراتيجية، ولنا أن نسأل، أين المساعدات الى غزة التي وعد بها اثر اطلاق سراح (عيدان الكسندر)؟.
وفوق كل ذلك، نصفق له ونفرح وكأننا حققنا شيئاً:
السعودية وقطر دفعتا 15 مليون دولار فقط لسداد دين سوريا للبنك الدولي، ماذا عن المليارات والترليونات التي دفعت لاميركا لاستثمارات وهمية؟ ماذا عن المبالغ الطائلة التي دفعتها الامارات للتدخل السريع في السودان، وأثمرت دماراً وقتلاً وتهجيراً؟ ماذا عن المبالغ الطائلة التي انفقت على العدوان على اليمن؟.
رغم هذا المشهد المؤلم، نحن نبشر بسواري كسرى وتاجه، كما وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم سراقة بن مالك، وهو صلى الله عليه وسلم في اضعف لحظات حياته واشدها حرجاً، وكان ما كان، نحن ايضاً نعد بالنصر وبزوال اسرائيل، رغم هذا المشهد المؤلم.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 16-5-2025:
https://www.facebook.com/shekh.maherhammoud/videos/1427635668656045