محور المقاومة ؟موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 17 ذو الحجة 1446هـ الموافق له 13 حزيران 2025م: محور المقاومة ؟

        بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 17 ذو الحجة 1446هـ الموافق له 13 حزيران 2025م

محور المقاومة ؟

تتعالى الاصوات المرتبطة بالعدو الصهيوني، او الاميركي ، او بكليهما معاً، تقول: انتم لستم مؤهلين لحرب مع الاميركي ولا مع الصهيوني ، فلماذا هذا التحدي، ولماذا تشرئب اعناقكم وترتفع عقيرتكم تهددون الصهيوني وتتحدون الاميركي وترفعون الشعارات الكبيرة … ؟؟؟ …

نقول رغم هذا الخلل الكبير في موازين القوى الذي ظهر مؤخراً، في العدوان على لبنان، وفي العدوان على ايران، فان ما قام به محور المقاومة هو الواجب الشرعي الذي يمليه علينا القرآن الكريم والانتماء الى الامة والى اوطاننا، بل ما يمليه علينا الواجب الانساني ، واننا امام هذا المشهد “العجيب” تستذكر الحديث القدسي الذي يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي يصف فيه حال الامة وكيف تسير خلال مراحل فتتخلى عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ‏ثم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف … الخ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللهَ تعالى قال: لقد خلَقْتُ خلْقًا ألسِنَتُهم أحْلى مِن العسَلِ، وقُلوبُهم أمَرُّ مِن الصَّبْرِ، فَبِي حلَفْتُ: لَأُتِيحَنَّهم فِتنةً تدَعُ الحليمَ منهم حَيرانًا؛ فَبِي يغترُّونَ أمْ عليَّ يجْتَرِئونَ؟ (رواه الترمذي برقم : 2405)، ومن أهم هذه الفتن أن تحمل إيران وحدها في صحراء العالم الإسلامي لواء مواجهة الصهيونية وتدفع ازاء ذلك اثماناً باهظة؟ حروب متلاحقة وحصار، واتهامات، وأكاذيب ومؤامرات، وهي صامدة صمود الجبال الرواسي، لا تغير مبدأها ولا تتنازل ولا تنحرف عن الأهداف الكبرى في مقارعة الطواغيت والاستكبار، ودعوة المسلمين للتوحد خلف قيادة تعتبر مواجهة الصهيونية هي أولى الأولويات … الخ.

‏والعجيب الذي يدعو إلى الحيرة، انه خلال 46 عاما من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وما قدمته على طريق مقاومة إسرائيل ومواجهة الطغيان الأمريكي، لم تظهر في عالم المسلمين أية جهة تستفيد من هذا الوضوح السياسي وهذه الصلابة في النظرة السياسية الثاقبة، بل للأسف استطاع الاستعمار أن ينتج مجموعات تشبه الخوارج، تقتل المسلمين وتفجر السيارات، في الشوارع، وتذبح النصارى وغيرهم، وتتمول وتتسلح من الاميركي مباشرة أو ممن يسير في ركبه، ثم يدّعون بعد ذلك أنهم أتوا لإصلاح عقيدة المسلمين و انتمائهم؟ نعم نكرر مرات ومرات:

‏إن عقيدة أهل السنة والجماعة وفقههم أقوى بكثير من فقه الأمامية، بما لا يقارن… ولكننا نتحدث عن الموقف السياسي الذي لا يقل أهمية عن سلامة العقيدة والشريعة، فإننا في هذا الصدد نكرر أيضا، أن المنهج السياسي الذي دعا إليه الإمام الخميني وسارت عليه إيران خلال هذه العقود، إنما هو منهج مستنبط من القرآن الكريم، وليس من الفقه الجعفري، أو الانتماء الفارسي، وليس ردة فعل عن الأحوال السياسية في إيران خلال عهد الشاه…

‏إن مواجهة الطواغيت واعتبار الصهيونية العدو الأول للمسلمين وللعرب، وتفاصيل ما دعت إليه الثورة الإسلامية، إنما هي تعاليم قرآنية إسلامية، كان على المسلمين الاستفادة منها، ولكنهم أصروا واستكبروا استكبارا.

وإن قال قائل كيف تكون هذه الفئة القليلة العدد على الحق، ويكون المسلمون بأكثريتهم الساحقة على الباطل، فإننا نقول هذا واضح في القرآن الكريم، لقد أكدت آيات كثيرة على قلة أهل الحق في وجه الباطل الكثير، كما أن ذلك واضح في التاريخ: خلال الحروب الصليبية المتلاحقة، لم يظهر إلا صلاح الدين الأيوبي، الذي حاربه الأمراء والحكام، أكثر مما حاربه الصليبيون الفرنجة،… وخلال الاجتياح التتري لم يظهر إلا عالم واحد هو العز بن عبد السلام، الذي نصّب الأمير قطز على مصر وكان انتصار عين جالوت (658هـ – 1260م)          ، والجدير ذكره أن هذا العالم الفاضل تعرض لاتهامات، بل إلى إهانات وحبس وتعذيب، من قبل المتعصبين الذين ساء فهمهم للصفات الإلهية، وانغمسوا في خلافات هي خارج تكليفنا الشرعي، تماما كما يحصل الآن، فيغرق المذهبيون في تفاصيل وخلافات جانبية تشغلهم عن رؤية المشهد كما هو، وتجعلهم يخترعون اعذاراً  واوهاماً تحرفهم عن طريق المقا ومة.

‏إن الأمريكيين ومن خلفهم العالم كله، يعرفون تماما أن إيران ليست بوارد صناعة سلاح نووي، لسبب شرعي واضح، اعلنت عنه فتاوي الأمامين الخميني والخامنئي، وملخصها أن السلاح النووي، يقتل الجميع ويشمل بأذاه العدو وغير العدو، ويدمر البيئة والحياة …الخ، ولكن الأميركي والغرب لا يريدون لأي بلد عربي أو إسلامي أن يتقدم صناعيا وتكنولوجيا، أنهم يعلمون أن النووي السلمي يساهم في إنتاج الكهرباء وبناء المصانع المنتجة ويساهم في إنجازات طبية… الخ، لكنهم يريدوننا جميعا أن نكون مستهلكين، نأكل ونشرب ونلبس ونركب ما يصنعون لنا …الخ.

‏إيران خرقت هذا الحصار وصنعت المسيرات وأنتجت بعض الصناعة المتطورة، والشاهد على ذلك عندما استطاعت إيران أن تتصدى لمسيرة أمريكية متطورة جدا (RQ4 غلوبال هوك) في حزيران 2019، يبلغ ثمنها خمسة أضعاف الـ F35، وتحلق على علو 5000 قدم …الخ، استطاعت إيران أن تسقطها، مما دفع ترامب وقتها إلى تغيير خططه في الهجوم على ايران.

‏نقول للساخرين والمستخفين إن استطاع الغرب أن يلجم إيران أو أن يدمرها فسندخل جميعا في عالم الذل والهوان، إلا أن يشاء الله… ونحن نقول رغم ما نعانيه من الم ودمار، ان كل ما يحصل هو مقدمة بعيدة او قريبة لزوال اسرائيل، بتفاصيل لا يعلمها الا الله (… وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)) (يوسف).

رابط فيديو: خطبة الجمعة  : 13-6-2025:

https://www.facebook.com/shekh.maherhammoud/videos/699531512673718

مقالات ذات صلة